رسوم الأطفال الموهوبين وخصائصها

يعتبر الطفل موهوبا في الرسم إذا لاحظنا عليه عدة صفات لا توجد في الأطفال الآخرين ، ونستطيع أن نتبين ذلك عندما نجعل مقياسا لرسم عنصر معين في سن معينة ، وطبعا هذا المقياس يتغير مع اطراد النمو ، وهنا نحاول أن نتبين ما هو الموقف من رسم كل طفل بالقياس لهذا المعدل ، إما أن يقارب النموذج المتعارف عليه ، وفي هذه الحالة يعتبر رسم الطفل عاديا ، أو لا يقارب النموذج ، وفي هذه الحالة لا يعتبر الرسم عاديا ، عندئذ أما أن يكون الرسم أعلى في مستواه من المعدل العادي وفي هذه الحالة يعتبر الطفل موهوبا في الرسم ، أو أقل من المعدل وعند ذلك يكون الرسم متخلفا ، والتخلف عن المعدل له مظاهر وخصائص وأسباب تقع في مجموعها تحت ما يسمى رسوم غير الأسوياء .أن رسوم أي طفل من هؤلاء الأطفال يعتبر انعكاس لشخصياتهم بكل مقوماتها ولذلك فإن الرسم يرتبط بقدرة الطفل على التحصيل ، والملاحظة ، والاستيعاب ، مرتبط بذكائه ، وبنضجه النفسي والاجتماعي بعد الكثير من البحوث والدراسات التي أجراها العلماء على الأطفال قد توصلوا إلى حقيقة في هذا المجال وهي نفي أن يكون رسم الموهوب يمثل ارتقاءه إلى أعلى من المرحلة التي يمثلها سنه ، وبالتالي يتحتم علينا معرفة وتحديد مقاييس معينة محددة لكي نقيس بها الموهبة ولكن عندما نتناول الموهبة لكي نقيس بها نرجع لنؤكد على أن الموهبة شئ خارق لا يعترف بكل القواعد الفنية المتعارف عليها ولذلك ليس من السهل وضعه في قالب وقياسه من إطار هذا القالب .
من كل ذلك نستطيع أن نتبين أن الموهبة شئ نادر،وملامحها نادرة وهي تبث وجودها رغما من كل الظروف المحيطة بها ، ولا يمكن أن تقاس بما هو متداول من معايير في عصر معين. هناك أحد العلماء الذين حاولوا أن يعرفوا وأن يتبينوا الملامح العامة لفن الأطفال الموهوبين ، فقد لاحظوا أن الأطفال الموهوبين في الفن يبدءون فنهم عادة في سن مبكر وفي حالات كثيرة قبل الدراسة في المدرسة غالبا في سن الثانية ، وتبدأ الموهبة في الفن بالظهور أولا في الرسم ويستمر الطفل في الرسم حتى يستخدم وسائل أخرى للتعبير نتيجة السأم من الرسم ، ويهتم الطفل الموهوب بالرسم لانه يساعده على وضع كثير من التفاصيل وبالنسبة للأطفال العاديين فإنهم يمرون في سلسلة من مراحل النمو ، لكن الطفل الموهوب يعبر هذه المراحل في أقل وقت ن وغالبا ما يستوعب سنه من التقدم خلال شهور أو أسابيع .

هناك العديد من الخصائص التي تميز رسوم الموهوبين من ضمنها أن الموهوبين في الرسم دائما يختارون رسم الأشخاص والعناصر من البيئة وذلك في صفوف المرحلة الابتدائية المتقدمة ن على الرغم من أن موهبة الرسم ومهاراته تنمو من خلال الرسم في سن مبكرة ، وكذلك فإن من أهم صفات الطفل الموهوب أن يكون لديه من الأفكار للتنفيذ ما يفوق قدرته ، وإذا طلب من الموهوبين رسم طبيعة صامته فإنهم يضمنونها تفاصيل تفوت على الأخريين ، وإذا طلب منهم تصوير قصة ، فإنهم يصورون حقبات كثيرة منها ولا يقتصرون على واحدة ، ويرسمون بطريقة تلقائية تشبه الطريقة التي يتحدث بها سائر الناس . فمن خلال الفن يسجلون حوارهم مع العالم الخارجي . ومن خلال تعاملي مع أحد الأطفال الموهوبين في هذا البحث قد تبين العديد من الصفات التي ذكرها العلماء وقد استنتجت كذلك الكثير من الخصائص التي لاحظتها على في رسومات هذا الطفل الذي يمر بمرحلة التعبير الواقعي أي أن سنه حوالي 13 سنة ، فبعد أن طرحت عليه أحد المواضيع-وهي سباق للخيول قد وجدت فيه التحفز الشديد للرسم و بدأ في وضع خطوطه بكل ثقة وتمكن ويحول هو بذلك أن يبين لي مقدرته على الرسم ، بعدها أنتقل إلى مرحلة التلوين التي لم تكن بتلك الصعوبة عنده بل بدأ بوضع الألوان في مكانها الصحيح كما هي في الطبيعة تقريبا ، وبعد أن انتهى من الرسمة دققت فيها وانتبهت أن خطوطها قوية ومتينة والأشكال إلى حد ما صحيحة ومطابقة للواقع فأكتشف فعلا أن هذا الطفل موهوبا في الرسم ، لم أقف عند هذا الحد بل طرحت عليه أن يرسم رسمة ثانية وثالثة وبكل راحة تقبل الموضوع بدأ في وضع خطوطه إلى أن انتهى منهما فوجدت أنهما فعلا رسومات جميلة وخاصة بالنسبة لسنه وهذه الرسومات في أشكال .